يعتبر عناد الأطفال من أكبر المشاكل التي تواجه الأسرة، وخصوصا الأم حيث أنها الشريك الأول والأساسي في التربية، وعناد الطفل وعصبيته أحد اكثر الضغوط التي تعاني منها الأم، وتسبب لها التوتر الدائم والعصبية، وينعكس ذلك علي الجو العام للأسرة بأكملها،
ويحتار الوالدين في الطريقة السليمة والمناسبة لكيفية التعامل مع الطفل العنيد، فهل يقومون بعقابه أم بتجاهله أو باحتوائه ؟ وللإجابة علي هذا التساؤل، يجب أن يكون الأم والأب علي دراية بالأسباب التي أدت إلى تكوين شخصية طفلهم العنيد، وغالبا ما يصاحب العناد بعض من العدوانية و العصبية، حين لا تحقق للطفل رغباته.
ما هو الطفل العنيد
يعتبر العند سلوك غير سوي علي عكس ما يعتقد البعض انه سلوك يمكن التغاضي عنه، ولكنه سلوك يعبر عن اضطراب ما فى شخصية الطفل، ليس في مرحلة طفولته فقط ولكن أيضا في مرحلة الشباب والمراهقة ومرحلة النضج،
والعند من الممكن أن يكون نابع عن قصد من الطفل العنيد أو عن غير قصد، وذلك تبعا للأسباب التي أدت إلي أن يكون عنيد، فمن الممكن أن يكون العناد ناتج عن تجاهل الأشخاص المحيطين به، أو نابع من قهر وظلم يشعر به من الأسرة أو خارجها،
وربما يكون ناتج عن أن الأب أو الأم أو الاثنين معا بهم هذه الصفة فيكتسبها منهم عن طريق التقليد، وهناك أسباب عديدة أخري سوف نتعرف عليها وعلي أساسها يتم إتباع طرق التعامل الجيدة مع الطفل لعلاج هذه المشكلة.
أسباب العناد عند الأطفال:
الأسباب الغير إرادية لعناد الطفل:
من إحدى أسباب السلوك الغير سوي كالعند والعصبية والعدوانية هو خلل في إفرازات الغدة الدرقية.
بعض الأمراض العصبية مثل مرض الصرع وبعض الاضطرابات النفسية.
الحالة العامة الصحية للطفل أو الشعور بالألم من الممكن أن يؤثر علي حالته النفسية، وتجعله سئ المزاج وعصبي وعنيد.
الأسباب المقصودة لعناد الطفل:
عدم التعامل الجيد من قبل الأسرة مع الطفل العنيد مثل سوء المعاملة لأسباب تافهة والإهانة ووضع القيود علي حركته وتصرفاته.
التعرض للظلم أو التفرقة بين الطفل وأخوته أو تفضيلهم عليه والتوبيخ الدائم له.
المشاكل الأسرية والتفكك الأسري له دور كبير في جعل الطفل عنيد، حيث أن معاملة الأب والأم لبعضهما البعض تنعكس بالسلب علي الطفل بدون أن يشعران.
عدم إنشاء حوار مع الطفل وتفهم احتياجاته واحتوائه بما يكفي.
عدم ترك مساحة للطفل للتعبير عن رأيه بخصوص موضوع ما مهما كان بسيط، فهو يشكل أهمية كبيرة له ليشعر بالاستقلال، وعند منعه من ذلك يؤدي إلي الكبت والعند والرغبة في تفريغ طاقته بطرق غير سليمة.
عدم توفير بيئة صالحة للطفل أو السماح له باللعب كما يحب، أو تحقيق رغبات الطفل مهما كانت خاطئة أو زائدة عن الحد، مما يؤدي إلى تنشئة طفل مدلل يشعر أن الجميع مسخرون لتلبية طلباته فقط.
ضرب الطفل وتعنيفه من أحد أهم أسباب الطفل العنيد ووصفه بالسلوك العصبي الغير سوي.
كيفية التعامل مع الطفل العناد وعصبيته :
قبل معرفة الطريقة المناسبة لعلاج عناد الطفل وكيفية العامل معه، يجب أولا الوقوف علي السبب الحقيقي لهذا العناد، حيث أن معرفة الأسباب هي أول خطوات الحل لهذه المشكلة وذلك عن طريق مراقبة سلوك الطفل والحديث معه، ومعرفة متي يصل العند إلي قمته عند الطفل وما الذي يثير غضبه وانفعاله بشدة،
وأيضا الفحص الطبي ضروري لمعرفة ما إذا كان هناك أسباب عضوية أم لا وسوف نتعرف علي طرق التعامل مع الطفل العنيد لمحاولة تحسين سلوكه.
الحب والعاطفة التي يجب أن تكون موجودة بين الطفل وأسرته، هي الطريقة الأمثل لجعل الطفل في حال أفضل بكثير، وينعكس هذا علي استجابته لطلبات الأم والأب.
عدم توبيخ الطفل وإهانته أو ضربه والبعد عن أمره بأوامر صعبة أو غير مبررة، فيجب مثلا عند طلب شيء معين أن يتم تبرير وتوضيح ذلك الطلب للطفل حتي يؤديه وهو مقتنع.
البعد عن العجرفة والتعالي في التعامل مع الطفل ليشعر بالقرب والاحتواء.
حين يطلب الطفل طلبات غير منطقية ويصر علي تنفيذها يجب علي الأسرة الرفض التام، والثبات علي هذا الرفض مهما فعل حتي يعرف أن طريقته في الابتزاز غير ناجحة ولا يكررها مرة أخري.
ترك مساحة كافية للطفل حتي يعبر عن رأيه ويلعب إلى جانب تحصيله الدراسي إذا كان في عمر الدراسة، والاشتراك له بأنشطة يحبها أو رياضة يحب ممارستها.
يجب أن يكون الأب والأم مثال يحتذي به حتي يقلدهم الطفل ويبعد عن السلوك السيئ والعند.
