تسمم الحمل مصطلح نسمعه كثيرًا وتخشي منه العديد من النساء الحوامل، خصوصًا من ليس لديهن استعداد لظهور مشاكل بالحمل، وهناك بعض الأمراض المؤقتة التي تظهر تدريجًا، أو حتى بشكل مفاجئ خلال الحمل وتنتهي بمجرد الولادة.
ومن بين هذه الحالات المؤقتة ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل، وقد يكون هذا مؤشرا علي احتمالية إصابة الحامل بتسمم الحمل، ولكن ليس ارتفاع ضغط الدم وحده فإنه يصاحبه بعض المضاعفات الأخرى وربما تظهر هذه المضاعفات بدون ارتفاع في ضغط الدم.
وفي هذا المقال سوف نتعرف علي أسباب حدوث تسمم الحمل، وكيفية الوقاية منه و ما هي العلامات وأعراضه، ومتى تكون الحالة طارئة وتستوجب التدخل الطبي السريع، لتكون الحامل علي دراية كاملة بطبيعة حالتها وكيفية التعامل معها والحفاظ علي سلامة حملها وجنينها.
المحتوى
ماهو تسمم الحمل وكيف يحدث ؟
يعتبر تسمم الحمل هو نتيجة لحدوث عدة تغيرات واضطرابات بجسم السيدة الحامل، وهذه الاضطرابات تسمي المرحلة السابقة لتسمم الحمل، أما التسمم نفسه فهو يصيب السيدة الحامل غالبًا بعد الأسبوع ال20 من الحمل، ويصيبها بأعراض خطيرة مثل الغيبوبة أو نوبة صرع، وقد يحدث خلال الحمل نفسه أو بعد الولادة، ومن بين هذه الاضطرابات التي تحدث للحامل قبله البول البروتيني ويظهر ذلك في تحليل البول، واضطرابات بعض الأعضاء الأخرى مثل الكبد و الكلي ويمثل هذا مضاعفات عديدة علي صحة الجنين.
بالنسبة لأسباب حدوث المضاعفات المؤدية لتسمم الحمل فانه تقريبا لا يوجد سبب علمي واضح حتي الآن، ولكن يمكن القول أن هناك عدة أشياء من الممكن أن ترفع نسبة تعرض الحامل لتسمم الحمل .
ما هي أسباب تسمم الحمل ؟
من أهم العوامل التي ترفع نسبة تعرض الحامل لتسمم الحمل هي ضغط الدم المرتفع والمزمن، والذي تعاني منه الحامل قبل حدوث الحمل، وأيضا هناك بعض الأمراض التي تساهم في احتمالية حدوث تسمم الحمل، والأعراض التي تسبقه من بينها مرض السكر وأمراض المسالك البولية ومرض الذئبة.
زيادة الوزن والسمنة لها تأثير كبير في احتمالية تعرض الحامل لخطر تسمم الحمل، علاوة علي الأمراض التي تصاحب السمنة من الأساس.
لاحظ الأطباء والباحثين أن المرحلة العمرية للحامل تؤثر بشكل كبير في احتمالية حدوث تسمم الحمل، فان العمر المتقدم للحامل أو العمر المبكر يرفع من نسبة التعرض لتسمم الحمل، ولذلك يفضل عدم التفكير في الحمل في سن مبكرًا وفي سن متقدم من العمر.
العامل الوراثي أيضا من العوامل الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار، حيث يجب علي كل حامل أن تعرف التاريخ المرضي في عائلتها وإن لوحظ تعرض حالات في العائلة لتسمم الحمل قبل ذلك، فان هذا يعتبر مؤشر أنها معرضة للإصابة به.
من تعرضت لتسمم الحمل في حمل سابق فهذا يرفع من نسب احتمالية تعرضها له خلال حملها التالي.
نقص في بعض الفيتامينات الضرورية لدي الحامل من بينها المغنسيوم وفيتامين سي، وبعض العناصر الغذائية الهامة فيجب أن تحرص الحامل علي تناول كل أنواع الغذاء الصحي.
تعتبر الأمراض المناعية والخلل الكبير في النظام الغذائي للحامل من ضمن أسباب تسمم الحمل.
ما هي أعراض تسمم الحمل ؟
- إذا لاحظت الحامل أن أطرافها متورمة تورم شديد ومؤلم.
- أثناء متابعة الحامل لوزنها مع الطبيب ولوحظ زيادة مفاجئة بالوزن بسرعة كبيرة بدون أسباب واضحة.
- ظهور ألم شديد مصدره الضلوع أو أسفلها بالمنطقة العلوية من البطن.
- ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم سواء كان تدريجي أو مفاجئ.
- الصداع المتكرر ويصاحبه ضعف في النظر أو انعدامه المؤقت واضطرابات العين.
- ظهور مشاكل أثناء التبول.
- إذا لوحظ تورم الوجه وانتفاخه بشكل مفاجئ.
- الشعور بالغثيان الدائم والقيء أحيانا وليس المقصود بذلك الوحام .
- عند حدوث اثنين علي الأقل من الأعراض السابقة مترافقين يجب استشارة الطبيب فورا، أما ظهور عرض واحد فقط فهو يعتبر من الأعراض المصاحبة للحمل العادي.
المضاعفات الناتجة عن تسمم الحمل :
كلما تم اكتشاف أعراض ما قبل تسمم الحمل مبكرًا كان ذلك جيدا للأم وجنينها، وكلما تأخر العلاج كان ذلك له نتائج غير جيدة علي صحة الأم وجنينها أيضا.
إذا تم اكتشاف تسمم الحمل في مرحلة متأخرة من الحمل يجب اتخاذ قرار الولادة القيصرية فورا، حتي يتم إنقاذ الجنين، ولكن يجب أن يكون في عمر يسمح له بالقدرة علي الحياه بعد الولادة.
قد يتسبب تسمم الحمل في أضرار للمشيمة المغذية للجنين، وذلك يعرض حياة الجنين للخطر واحتمالية تعرضه لمشاكل بالنمو الطبيعي ومشاكل في الجهاز التنفسي.
أحد أهم عوامل الخطورة الناتجة عن تسمم الحمل هو انفصال المشيمة ويؤدي هذا لنزيف دموي شديد ويعرض حياة الحامل وجنينها للخطر.
إذا كان تسمم الحمل في مرحلة متأخرة قد يسبب فقدان الوعي التام، أو الدخول في غيبوبة، أو تشنجات ونوبات صرع مما يؤثر علي خلايا المخ، وقد يتسبب في فقدان الأم و جنينها لا قدر الله.
يؤثر تسمم الحمل أيضًا علي أعضاء حيوية بالجسم ويحدث خلل مفاجئ في وظائفها مثل الكبد والقلب والكلي.
ما هو علاج تسمم الحمل ؟
بعد تشخيص الطبيب للحالة يحدد ما هو مناسب حسب حالة الأم، ومن أهم الإجراءات المتخذة هو محاولة تخفيض ضغط الدم المرتفع بالأدوية، أما في الحالات التي تشمل عوامل خطورة، فقد يصف الطبيب أدوية تحد من الأضرار التي سوف تحدث للكبد و الصفائح الدموية.
وأيضًا وصف أدوية تحفز نمو رئة الجنين استعدادا للولادة الطارئة، وأدوية لمنع حدوث الغيبوبة والأعراض الخطيرة التي من الممكن أن تتسبب في الأذى لخلايا المخ، أما إذا كان التسمم في بدايته أو في مرحلة ما قبل حدوثه، ينصح الطبيب بالراحة التامة للأم الحامل، وعدم بذل أي مجهود للمحافظة علي استقرار وضع الجنين وحالتها الصحية، ولكن تظل تحت الملاحظة الطبية الدائمة لمراقبة أي تغيرات قد تطرأ عليها.
هل يمكن الوقاية من التعرض لتسمم الحمل ؟
الإجابة علي هذا التساؤل تعتبر غير واضحة حتى الآن لو كان هناك بعض الأمور علي الحامل أن تتبعها، وخصوصًا إذا كانت من المعرضين للإصابة بتسمم الحمل ومنها :
- متابعة قياس ضغط الدم باستمرار، مع تجنب العوامل التي تؤدي إلي ارتفاعه مثل الانفعال الشديد وتناول الملح بكثرة.
- تجنب عوامل رفع ضغط الدم، مثل تناول القهوة والشاي و المسكنات لاحتوائها علي الكافيين.
- إن شرب الماء بكميات وفيرة هو أمر محبب جدًا، وصحي ويقي من العديد من المشاكل التي قد تصاحب الحمل.
- يمكن عمل بعض التمرينات البسيطة جدا مثل تمرين الأرجل واليدين لتنشيط الدورة الدموية، وتجنب الوقوف لفترات طويلة، ويفضل رفع الأرجل علي وساداتي لمرات متتالية في اليوم الواحد إذا لوحظ أي تورم.
- البعد تماما عن التدخين وشرب الخمر وأي مواد مخدرة.
- الاهتمام الجيد بالنظام الغذائي المتكامل والبعد تمامًا عن أي أنظمة لإنقاص الوزن بدون استشارة الطبيب، حيث من الممكن أن يؤدي نقص عنصر معين إلي مخاطر كبيرة علي الجنين والأم .
وفي النهاية يجب علي الحامل أن تحرص جيدا علي الاسترخاء الدائم والبعد عن كل ما يوترها، ولا تهمل أبدا في المتابعة الطبية الدورية والفحص المستمر، حيث أن أي مرض يصاحب الحمل يمكن علاجه، والتقليل من مخاطره إذا تم اكتشافه مبكرا، فلا داعي للخوف ويجب التفكير فقط في الاستعداد لاستقبال طفلها المنتظر.
