تعتبر مرحلة الحمل من أدق المراحل التي تمر علي المرأة وأكثرها حساسية، حيث تنخفض مناعة الجسم بشكل كبير، حتى يحافظ الجسم على استقبال ضيف جديد دخيل عليها وهو الجنين، وقد خلق الله جسم المرأة له طبيعة خاصة، بحيث يتعامل بشكل مختلف مع التغيرات التي تطرأ عليه بسبب الحمل.
وهناك هرمونات خاصة لا تفرز إلا أثناء الحمل، ويجب علي الجسم التعامل معها وتهيئة الظروف اللازمة لإتمام الحمل، ولكن تختلف طبيعة الجسم من امرأة إلي أخري، فهناك جسم يتأقلم بسرعة ولا تشعر المرأة بمعاناة ملحوظة أثناء فترة الحمل، وهناك أجسام أخري تتأقلم بصعوبة، ونتيجة ذلك يحدث خلل ما في بعض الوظائف الطبيعة، أو ظهور بعض الأمراض المؤقتة التي تزول بعد انتهاء الحمل، ومن بعض هذه الأمراض هو سكر الحمل فسوف نتعرف عليه بشكل مفصل الآن.
المحتوى
أمراض تصيب الحامل أثناء فترة الحمل:
هناك بعض الأمراض التي يكن أن تتعرض لها الحامل نتيجة تغيرات الحمل والهرمونات الخاصة به، من بينها الالتهابات المهبلية والتهابات عنق الرحم، ويجب الخضوع للفحص الطبي فورًا وعلاجها لأنها تؤثر بشكل مباشر علي الحمل والجنين.
- تكون الحامل معرضة للإصابة بالأنيميا، لذلك يجب أن تلتزم بنظام غذائي متكامل العناصر ويحتوي علي الحديد.
- تكون الحمل معرضة لحدوث خلل ببعض أنشطة الغدد ومن بينها الغدة الدرقية.
- نزلات البرد من أكثر الأشياء المعرضة لها الحامل نظرا لانخفاض مناعتها.
- ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل، ويجب متابعته بحرص مع الطبيب لما له من مخاطر ومضاعفات.
- مشاكل الجهاز البولي والشعور بحرقان أثناء التبول وهذا العرض يمكن أن يكون بسبب عدوي أو بسبب مرض سكر الحمل، وهناك بعض السيدات معرضات للإصابة بسكر الحمل أكثر من الأخريات، وسوف نتعرف علي العوامل التي ترفع من احتمالية الإصابة بسكر الحمل لاحقًا.
سكر الحمل وكيف يتم اكتشافه مبكرا ؟
يعتبر سكر الحمل من أحد الأمراض التي قد تصاحب الحمل، وهو مختلف عن مرض السكر العادي، حيث أنه يختفي بعد انتهاء الحمل، وهو عبارة عن خلل وظيفي يحدث في عضو البنكرياس المسؤول عن إفراز الأنسولين بالدم، للحفاظ علي نسبة طبيعية ومتوازنة، ويصبح الجسم لا يستطيع أن يحرق المواد السكرية علي الوجه الأمثل، وذلك نتيجة عدة أسباب ويتم اكتشاف سكر الحمل غالبًا بداية من الشهر الخامس.
كلما تم اكتشاف سكر الحمل مبكرا كان ذلك أفضل، ولكن نادرا ما يحدث سكر الحمل في الشهور الأولي، ولكنه إذا حدث ذلك يسبب أضرار خطيرة للام والجنين.
يجب علي الحامل عند الشك بأي أعراض تنم عن احتمالية الإصابة بـ سكر الحمل أن تقوم بإجراء تحليل السكر في حالة الصيام و الإفطار، وذلك تبعا لأوامر الطبيب المعالج، للتأكد من نسبة السكر بالدم وسوف نستعرض اهم أعراض سكر الحمل.
علامات وأعراض سكر الحمل :
تعتبر أعراض سكر الحمل متشابهة مع أعراض تحدث للحامل بشكل طبيعي، لذلك ربما لا يتم اكتشاف أعراض سكر الحمل بسهولة، ولكن يجب علي الحامل بمجرد الشك أن تقوم بعمل التحاليل اللازمة ومن أهم هذه الأعراض :
- إصابة الحامل المتكررة بالتهابات الجهاز البولي والتناسلي الخارجية والداخلية.
- الاحتياج الدائم لشرب الماء بكثرة والعطش المستمر مع الشعور بجفاف الفم.
- التبول بكثرة علي فترات متقاربة.
- بعض مشاكل العين مثل رؤية الصور غير واضحة.
- تلاحظ الحامل شعورها الدائم بالإرهاق الغير مبرر، و الشعور بالغثيان وأحيانًا يكون مصحوب بقيء.
- تلاحظ الحامل نزول مفاجئ بالوزن بالرغم من حرصها علي تناول الغذاء الجيد وتناول الوجبات كلها.
هل هناك امرأة معرضة لسكر الحمل أكثر من غيرها ؟
بالطبع هناك عوامل تساهم في إصابة سيدة بسكر الحمل دون غيرها ومنها :
التاريخ المرضى الوراثي في عائلة الحامل حيث أن تواجد مرض السكر العادي بالعائلة أو السكر المصاحب للحمل فترتفع نسبة إصابة الحامل به.
السمنة من احد العوامل التي تساعد علي إصابة الحامل بسكر الحمل، والبول السكري يزيد من نسب الإصابة بأعراض سكر الحمل.
زيادة كمية السائل الأمينوسي حول الجنين عن الكمية الطبيعية، من العوامل التي قد تساهم في إصابة الحامل بسكر الحمل.
ظروف الحمل والإنجاب السابق للسيدة الحامل تساهم في إصابتها بسكر الحمل في حملها بالمستقبل، ومن هذه الظروف الإصابة بالسكر المصاحب للحمل من قبل ، وولادة الطفل متوفي أو ولادته بوزن زائد عن الطبيعي.
طرق علاج سكر الحمل :
حتي يتم السيطرة علي سكر الحمل يجب اتباع كل الوسائل التي تنظم نسبة السكر في الدم ليصل لنسبته الطبيعية، ومعالجة أسباب حدوثه إذا كان من الممكن علاجها ويمكن تحقيق ذلك بالطرق الأتية :
الخطة الغذائية من أهم عوامل نجاح تخطي سكر الحمل والسيطرة عليه، وذلك عن طريق تناول غذاء صحي متوازن ومتكامل، قليل الدهون وخصوصًا الدهون المشبعة الموجودة فالمقليات، وتجنب تناول الحلويات الغنية بالسكر قدر المستطاع، والاهتمام بشرب الماء قدر الإمكان، ويجب تناول وجبات خفيفة بين الوجبات وتسمى سناك للحفاظ على مستوي السكر الدائم، ويجب الاهتمام بتناول الخضراوات مثل الخس و الحبوب الكاملة.
كما ذكرنا سابقا إن السمنة من العوامل الرئيسة للإصابة سكر الحمل، لذلك يجب السيطرة علي ازدياد الوزن عن طريق تجني الأطعمة السريعة والمقلية والسمن والدسمة وتجنب الإكثار من النشويات وخصوصُا الدقيق الأبيض، واستبداله بالمخبوزات البنية المصنعة من الدقيق البني والشوفان والقمح الكامل.
يجب علي الحامل الخضوع لفحص السونار الدوري، وذلك للاطمئنان علي صحة الجنين وكمية السائل الامينوسي ومعدل نمو الجنين، وعدم إهمال القياس المتكرر للسكر يوميُا حتي يتم ملاحظة أي ارتفاع والتدخل سريعًا.
يلجأ الطبيب إلي وصف بعض الأدوية العلاجية للحامل إذا فشلت في الالتزام ببعض النصائح السابقة.
ما هي خطورة سكر الحمل علي الحامل :
- إذا لم يتم السيطرة علي سكر الحمل وإهمال علاجه، فتتعرض الحامل لمشاكل صحية عديدة من بينها ارتفاع ضغط الدم و ارتفاع احتمالية إصابتها بالتسمم الحملي.
- ارتفاع نسب تكرار العدوات المهبلية وخصوصا العدوة الفطرية.
- تعرض الحامل لاحتمالية حدوث ولادة مبكرة و تكون مجبرة علي الولادة القيصرية.
خطورة سكر الحمل علي الجنين :
يتعرض الجنين لعدة مشاكل بسبب سكر الحمل من بينها زيادة وزنه عن الوزن الطبيعي لعمره، و ولادته بمشاكل تنفسية وترتفع لديه احتمالية الإصابة بالصفراء، ومن الممكن أن يتعرض لنقص في نسبة السكر بدمه أو إصابته ببعض التشنجات.
إن إصابة الحامل بسكر الحمل في مراحل الحمل الأولي تكون عواقبها خطيرة جدًا ،حيث أنها من الممكن أن تسبب تشوهات خلقية بالجنين واختلال بنمو بعض أعضاءه وجهازه العصبي.
وبعد أن تعرفنا جيدا على سكر الحمل، فيجب علي الحامل الحرص الشديد علي متابعة قياس السكر، ليس فقط أثناء الحمل ولكن بعد ولادتها لطفلها، حيث أنه من الممكن أن يستمر سكر الحمل لفترة بعد الولادة مما يؤثر علي صحة الأم وطفلها وخصوصًا في حالة إرضاع الطفل طبيعيًا.
