أسباب الاوجاع بعد الاجهاض

يُعدّ الإجهاض تجربة صعبة جسديًا وعاطفيًا على المرأة. بعد الإجهاض، قد تعاني المرأة من العديد من الأعراض الجسدية، بما في ذلك الألم. هذه الآلام يمكن أن تكون مزعجة ومؤثرة على ممارسة الحياة اليومية. من المهم أن تفهم المرأة أسباب هذه الآلام حتى تتمكن من التعامل معها بطريقة صحيحة.

أسباب الألم بعد الإجهاض:

  • تقلصات الرحم: بعد حدوث الإجهاض، يبدأ الرحم بالانقباض والتخلص من أنسجة الحمل المتبقية. تشبه هذه التقلصات التشنجات التي تحدث خلال الدورة الشهرية، ولكنها قد تكون أكثر حدة وأطول أمدًا. يمكن أن تستمر هذه التقلصات لمدة تتراوح بين يومين إلى خمسة أيام تقريبًا، لكن في بعض الحالات قد تستمر لفترة أطول. يعتمد شدة هذه التقلصات على عدة عوامل، منها حجم الحمل الذي فقدته المرأة وعدد مرات الحمل والإجهاض السابقة.
  • نزيف: من الطبيعي حدوث نزيف مهبلي بعد الإجهاض. يمكن أن يكون هذا النزيف خفيفًا يشبه نزيف الحيض، أو غزيرًا يتضمن نزول بعض الجلطات الدموية الصغيرة. يختلف لون النزيف أيضًا، حيث يبدأ عادةً باللون الأحمر الفاتح ثم يتحول تدريجيًا إلى اللون البني أو الوردي الفاتح مع مرور الوقت. يستمر النزيف عادةً لبضعة أيام وقد يصل إلى أسبوعين في بعض الحالات. إذا لاحظت المرأة استمرار النزيف بغزارة أو تحول لونه إلى الأحمر القاني بعد تراجعه، أو ترافق النزيف برائحة كريهة، فعليها حينئذٍ استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مضاعفات.
  • التهابات: في حالات نادرة، قد تصاب المرأة بالتهابات في الرحم أو الحوض بعد الإجهاض. هذه الالتهابات ناتجة عن دخول البكتيريا إلى الرحم عن طريق المهبل، ويمكن أن يحدث ذلك بسبب عدم اتباع تعليمات النظافة الشخصية بعد الإجهاض أو إجراء عملية الإجهاض بأدوات غير معقمة. تشمل أعراض التهاب الرحم أو الحوض ألمًا في أسفل البطن أسوأ من تقلصات الرحم الطبيعية، بالإضافة إلى ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وإفرازات مهبلية غير طبيعية برائحة كريهة، والشعور بألم عند التبول. إذا ظهرت أي من هذه الأعراض على المرأة، فعليها مراجعة الطبيب على الفور لمنع تفاقم الالتهاب وعلاج المشكلة بسرعة.
  • الإمساك: قد تعاني المرأة من الإمساك بعد الإجهاض بسبب عدة عوامل، منها التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم بعد فقدان الحمل، وقلة النشاط البدني الذي اعتادت عليه المرأة قبل الإجهاض. يؤدي الإمساك إلى زيادة الشعور بالانتفاخ وعدم الراحة في البطن، وقد يزيد أيضًا من آلام التقلصات الرحمية. لذلك، من المهم للمرأة بعد الإجهاض الاهتمام بتناول كمية كافية من السوائل والأطعمة الغنية بالألياف للمساعدة على حركة الأمعاء وتجنب الإمساك.
  • الإجهاد النفسي: لا شك أن الإجهاض تجربة قاسية على المرأة عاطفيًا. فقدان الحمل يسبب الحزن والقلق والاكتئاب، وقد يؤثر ذلك على صحتها الجسدية أيضًا. يؤدي الإجهاد النفسي إلى زيادة إشارات الألم في الجسم، وقد يزيد من الشعور بالألم الجسدي حتى وإن كانت شدته بسيطة. لذلك، من المهم جدًا للمرأة بعد الإجهاض أن تحصل على الدعم النفسي الكافي من الزوج أو الأهل والأصدقاء، أو حتى من خلال استشارة معالج نفسي للمساعدة في تجاوز هذه المحنة الصعبة.

علاج الألم بعد الإجهاض:

بعد أن تعرفنا على الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى آلام ما بعد الإجهاض، دعونا نستعرض بعض الطرق التي تساعد على تخفيف هذه الآلام والتعافي بشكل أسرع:

  • مسكنات الألم: يمكن للمرأة اللجوء إلى مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول، لتخفيف آلام التقلصات والتشنجات الرحمية. من المهم اتباع تعليمات الجرعات المدونة على العلبة أو استشارة الصيدلي عند الحاجة. يجب تجنب تناول الأسبرين وغيره من مسكنات الألم التي تزيد من سيولة الدم، لأن ذلك قد يزيد من النزيف.
  • الراحة: الحصول على قسط كافٍ من الراحة بعد الإجهاض ضروري للغاية. يحتاج الجسم إلى الوقت للتعافي جسديًا وعاطفيًا. ينصح بأن تلتزم المرأة بالراحة في الفراش خلال الأيام الأولى بعد الإجهاض، مع تجنب الأنشطة الشاقة التي تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا. يمكن العودة تدريجيًا إلى ممارسة الحياة اليومية والأنشطة المعتادة مع اختفاء الشعور بالألم وتحسن الحالة الصحية.
  • الكمادات الدافئة: يمكن استخدام الكمادات الدافئة على أسفل البطن لتخفيف آلام التقلصات والتشنجات الرحمية. يساعد الدفء على استرخاء العضلات وتخفيف التشنجات، مما يقلل الشعور بالألم. يمكن استخدام الكمادات الدافئة التجارية المتوفرة في الصيدليات، أو تحضير كمادة دافئة منزلية بوضع قربة ماء ساخنة ملفوفة بقطعة قماش على أسفل البطن.
  • شرب السوائل: من المهم شرب كمية كافية من السوائل بعد الإجهاض، ويفضل أن تكون الماء هي المشروب الأساسي. يساعد شرب السوائل على تعويض الجسم عن السوائل التي يفقدها بسبب النزيف، كما يساعد على تسهيل حركة الأمعاء ومنع الإمساك الذي يزيد من الشعور بعدم الراحة.
  • الأطعمة الغنية بالألياف: تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، يساعد على علاج الإمساك ومنع حدوثه. كما أن هذه الأطعمة تساعد على تحسين صحة الجهاز الهضمي بشكل عام، وهو أمر مهم خلال فترة التعافي بعد الإجهاض.
  • الدعم النفسي: كما ذكرنا سابقًا، يلعب الدعم النفسي دورًا مهمًا في مساعدة المرأة على التعافي بعد الإجهاض. مشاركة مشاعرها وأحزانها مع الزوج أو الأهل والأصدقاء المقربين يساعدها على تجاوز هذه المحنة الصعبة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرأة الاستفادة من الاستشارة مع معالج نفسي متخصص لمساعدتها على التعامل مع الضغوط النفسية وفقدان الحمل.

متى يجب استشارة الطبيب:

على الرغم من أن معظم آلام ما بعد الإجهاض تكون طبيعية وتزول تدريجيًا، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب على الفور:

  • إذا كان الألم شديدًا أو مستمرًا ولا يتحسن مع الراحة ومسكنات الألم.
  • إذا كان النزيف غزيرًا جدًا أو يستمر لأكثر من أسبوعين.
  • إذا لاحظت المرأة خروج جلطات دموية كبيرة الحجم مع النزيف.
  • إذا ارتفعت درجة حرارة الجسم عن 38 درجة مئوية.
  • إذا ظهرت إفرازات مهبلية غير طبيعية برائحة كريهة.
  • إذا شعرت المرأة بألم أو حرقة عند التبول.
  • إذا كانت المرأة تعاني من أعراض القلق أو الاكتئاب الشديد الذي يمنعها من ممارسة حياتها اليومية بشكل طبيعي.

لا تترددي عزيزتي المرأة في استشارة الطبيب عند ظهور أي من الأعراض المذكورة سابقًا. فالفحص الطبي المبكر يساعد على التشخيص السليم وعلاج أي مشاكل صحية قد تنشأ بعد الإجهاض، كما يوفر لكِ الاطمئنان على صحتك العامة خلال فترة التعافي.

نصائح إضافية للتعافي بعد الإجهاض:

  • العناية الشخصية: من المهم الحفاظ على النظافة الشخصية الجيدة بعد الإجهاض لمنع حدوث الالتهابات. يوصى بالاستحمام بانتظام وتغيير الفوط الصحية بشكل متكرر. كما يجب تجنب استخدام الغسول المهبلي المعطر أو أي منتجات مهبلية أخرى خلال فترة التعافي.
  • الراحة الجنسية: ينصح بتجنب العلاقة الزوجية لمدة أسبوعين على الأقل بعد الإجهاض، وذلك لإعطاء الرحم الوقت الكافي للتعافي والعودة إلى حجمه الطبيعي. كما يمنح ذلك المرأة أيضًا الوقت للتعافي عاطفيًا. استأنفا العلاقة الزوجية فقط بعد استشارة الطبيب والتأكد من اكتمال التعافي الجسدي.
  • العودة للأنشطة المعتادة: كما ذكرنا سابقًا، يجب على المرأة الراحة خلال الأيام الأولى بعد الإجهاض. ولكن مع اختفاء الشعور بالألم وتحسن الحالة الصحية، يمكن العودة تدريجيًا إلى ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة. يعتبر النشاط البدني الخفيف، مثل المشي، مفيدًا للتعافي بعد الإجهاض، حيث يساعد على تحسين المزاج وتقوية الجسم. استمعي دائمًا لجسدك وتجنبي الأنشطة الشاقة التي تسبب لكِ الإرهاق أو الألم.
  • التخطيط للحمل قادم: يمكن للمرأة بعد الإجهاض أن تحاول الحمل مرة أخرى في وقت قريب نسبيًا، وذلك بعد استشارة الطبيب والتأكد من اكتمال التعافي الجسدي والنفسي. يوصي بعض الأطباء بالانتظار لمدة دورتين أو ثلاث دورات شهرية حتى يعود الجسم إلى التوازن الهرموني الطبيعي. أما من الناحية النفسية، فمن المهم أن تكون المرأة مستعدة عاطفيًا لمحاولة الحمل مرة أخرى.
  • الاهتمام بالصحة العامة: اتباع نظام غذائي صحي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام يساعدان على تحسين صحة المرأة بشكل عام، وهو أمر مهم للتعافي بعد الإجهاض والاستعداد للحمل قادمًا. كما يوصى بتناول حمض الفوليك قبل الحمل وخلال فترة الحمل للوقاية من التشوهات الخلقية عند الجنين.
  • مجموعة دعم: البحث عن مجموعة دعم للنساء اللاتي مررن بتجارب الإجهاض يمكن أن يكون مفيدًا جدًا. مشاركة التجارب والمشاعر مع نساء أخريات يساعد على الشعور بالتفهم والدعم، ويخفف من الشعور بالوحدة والعزلة التي قد ترافق المرأة خلال هذه الفترة الصعبة.

تذكري عزيزتي المرأة أن الإجهاض تجربة صعبة، لكنه ليس نهاية المطاف. هناك العديد من النساء اللاتي مررن بتجربة الإجهاض وتمكنّ فيما بعد من الحمل والإنجاب بنجاح. الحصول على الرعاية الطبية والدعم النفسي الكافي سيساعدك على تجاوز هذه المحنة والعودة إلى حياتك الطبيعية.

العناية النفسية بعد الإجهاض:

الدعم النفسي بعد الاجهاض

كما تطرقنا سابقًا لأهمية الدعم النفسي، فإن التعافي بعد الإجهاض لا يقتصر فقط على الجسد بل يمتد ليشمل الصحة العاطفية أيضًا. فقدان الحمل يثير مشاعر الحزن والغضب والذنب والخوف، وقد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب أو القلق. هنا بعض النصائح التي تساعد على العناية بالنفس بعد الإجهاض:

  • التعامل مع المشاعر: من الطبيعي تمامًا أن تشعري بالحزن والغضب والألم بعد الإجهاض. لا تكبتي مشاعرك، بل اسمحي لنفسك بالحزن والبكاء. التحدث عن مشاعرك مع الزوج أو الأصدقاء أو معالج نفسي يساعدك على تفريغ الطاقة السلبية والبدء بالتعافي.
  • اللوم ليس عليكِ: من المهم أن تدركي أن الإجهاض في معظم الحالات يحدث لأسباب خارجة عن إرادتك. لا تلومي نفسك على ما حدث، فالإجهاض شائع ويحدث للعديد من النساء.
  • الوقت للشفاء: من الطبيعي أن يحتاج التعافي العاطفي وقتًا أطول من التعافي الجسدي. لا تتعجلي أو تضغطي على نفسك للعودة إلى حالتك الطبيعية بسرعة. امنحي نفسك الوقت الكافي للشفاء والحزن.
  • التواصل مع الزوج أو الشريك: التواصل الجيد والتفاهم بين الزوجين مهم جدًا خلال هذه الفترة. تحدثي مع زوجك عن مشاعرك واحتياجاتك. قدم لكِ الدعم والتفهم اللازمين خلال فترة الحزن والتعافي.
  • العودة إلى الأنشطة الممتعة: بعد فترة من الحزن، حاولي العودة تدريجيًا إلى الأنشطة التي كنتِ تستمتعين بها سابقًا. سواء كانت هواياتك المفضلة أو الخروج مع الأصدقاء، فإن ممارسة هذه الأنشطة تساعد على تحسين المزاج وتخفيف الشعور بالحزن.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء: يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء، مثل تمارين التنفس العميق أو التأمل، على تخفيف التوتر والقلق وتحسين النوم.
  • استشارة معالج نفسي: إذا كنتِ تعانين من صعوبة في التعامل مع مشاعرك أو كنتِ تشعرين بالاكتئاب أو القلق الشديد، فلا تترددي في استشارة معالج نفسي متخصص. يمكن للمعالج النفسي مساعدتك على فهم مشاعرك وتطوير استراتيجيات صحية للتأقلم مع فقدان الحمل.
  • آليات التأقلم: استكشفي طرقًا صحية للتأقلم مع الحزن والفقد. يمكن أن يتضمن ذلك تدوين مشاعرك في مفكرة، أو قضاء الوقت في الطبيعة، أو الانخراط في أنشطة إبداعية مثل الرسم أو الكتابة.
  • المجموعات الداعمة: فكري في الانضمام إلى مجموعات دعم عبر الإنترنت أو شخصية للنساء اللاتي مررن بتجارب الإجهاض. إن التواصل مع أخريات يفهمن تجربتك يمكن أن يكون مصدر دعم وتحقيق راحة كبيرة لكِ.
  • مصادر عن الإجهاض والفقد: ابحثي عن مصادر مخصصة للإجهاض وفقدان الحمل.
  • التخطيط للمستقبل: إذا كنتِ تفكرين في الحمل مرة أخرى، فاقشئي ذلك مع طبيتكِ. بإمكانها أن تنصحك بشأن الوقت الأمثل للحمل والإجابة على أي أسئلة لديكِ.
  • تذكري أنه من الطبيعي تمامًا أن تمرّي بمجموعة واسعة من المشاعر بعد الإجهاض. لا تترددي في طلب المساعدة إذا كنتِ بحاجة إليها.

تذكري أن هناك العديد من الموارد المتاحة لمساعدتك على التعافي بعد الإجهاض. لا تترددي في طلب الدعم من الأشخاص المقربين لكِ أو من المهنيين الصحيين. مع الوقت والصبر والرعاية الذاتية الكافية، ستتمكنين من تجاوز هذه المحنة الصعبة والعودة إلى حياتك الطبيعية.

سمر عادل

سمر عادل محررة في موقع أنوثة، أعشق القرأة والكتابة في جميع المجالات، وأحب تصفح الأنترنت والبقاء على الاتصال على السوشيال ميديا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *