سر السعادة الزوجية

الزواج هو سنة الحياه وهو من القرارات المصيرية في حياة الإنسان سواء كان الرجل أو المرأة، فهناك شخصان يقرران تمضية حياتهما سويا لتكوين أسرة والحصول علي الاستقرار النفسي والعاطفي وتحقيق السعادة التي يتمني أن يشعر بها أي إنسان.

ولمعرفة سر السعادة الزوجية يجب معرفة أولاً أنها لن تحقق برغبة طرف واحد أو بجهود طرف واحد، ولكنها تحقق بسعي الزوجين ورغبتهم في حياة زوجية سعيدة، وهناك العديد من السُبل لنجاح الحياة الزوجية بعضها معروف للجميع،

وبعضها الآخر يغفل عنها الكثيرين مما يتسبب في الكثير من المعوقات والمشكلات التي تقابل الزوجين وتتراكم حتي تصبح غير قابلة للحل، واليوم سوف نسلط الضوء علي بعض أسرار السعادة الزوجية ونصائح لكل من الزوج والزوجة من أجل حياه زوجية أفضل.

أسس هامة يجب توافرها قبل الزواج لتحقيق السعادة الزوجية

القدرة علي تحمل عيوب الآخر

عند اختيار شريك الحياة يجب التفكير في عيوبه أولاً قبل مميزاته، فهناك العديد من الفتيات أو الشباب يقبلون هذه العيوب علي أمل في تغيرها،

وفي حقيقة الأمر هناك عيوب غير قابلة للتغيير أو ربما تتحسن قليلاً ولكن لا تتغير كليا، لذلك يجب علي الفتاه أو الشاب أن يطرح سؤال هل هو قادر علي تحمل هذه العيوب كما هي أم لا، وإن كانت الإجابة لا إذا سوف تكون علاقة غير ناجحة.

وجود فترة خطوبة كافية للتعارف

تعتبر مرحلة الخطوبة من المراحل الهامة التي قد تكون مؤشر عن طبيعة الحياه الزوجية فيما بعد، فهي علي خلاف ما يعتقد البعض أنها مرحلة للتنزه والترفيه، فيجب علي الطرفين الحكم علي بعض من خلال العديد من المواقف، والتعرف علي الطبع وطريقة التفكير، والمناقشة في العديد من الأمور التي توضح هل هذا شريك حياه مناسب أم لا، وهل هو قادر علي تحقيق السعادة له أم لا.

وجود قبول وعاطفة وحب بين الطرفين

إن المشاعر والحب من أهم عوامل نجاح الحياه الزوجية، ومع وجود العاطفة والمودة يمكن تحقيق السعادة الزوجية، فإن الزواج لمجرد الزواج فقط وبدون الرغبة في ولادة حب ومشاعر بين الطرفين تجعل الحياه باردة وتخلو من السعادة.

تقارب المستوي الفكري والاجتماعي

إن التوافق بين الطرفين المقبلين علي الزواج من أهم أسس نجاح السعادة الزوجية وتحقيق السعادة والاستقرار ويطبق هذا التوافق أيضاً علي عائلات الشريكين، حيث أن هناك العديد من المشكلات التي تنتج بسبب الفوارق الكبيرة في التفكير بين عائلات الزوجين، مما ينعكس علي الحياه الزوجية بشكل سلبي.

المصارحة بين الطرفين

من أهم أسس بناء حياه زوجية سعيدة هي المصارحة من البداية، فيجب علي كل طرف أن يكون صريح دائما مع الآخر في كل شئ، وأن لا يتجمل الطرفان ويخفي كل واحد منهما عيوبه، وبعد الزواج والعشرة تظهر هذه العيوب مما يجعل الزوجين يتفاجآن، وتظهر علامات الندم علي الاختيار الخاطئ وتكون الحياه الزوجية عبارة عن أمر واقع يجب تقبله.

النقاش والتفاهم علي الأمور الرئيسية قبل الزواج

هناك أمور هامة يجب مناقشتها قبل الزواج لتحقيق حياه زوجية سعيدة منها عمل المرأة والأمور المادية وبخصوص إنجاب الأطفال أيضاً، كل هذه الأمور يفضل مناقشتها قبل الزواج حتي لا تحدث مشاحنات بدون داعي.

أهم أسباب و سر السعادة الزوجية

التفاهم والاحترام المتبادل

إن التفاهم هو سبيل الحياه الزوجية السعيدة والناجحة، ويخلق جو من المودة والمحبة والسعادة بين الزوجين، والاحترام ضرورة لحياه سوية وتنشئة أطفال أسوياء حيث أن الإهانة سواء كانت من الزوج أو الزوجة تدمر الحياه الزوجية سواء كانت بين الزوجين في الخفاء أو في العلن.

ترك مساحة من الخصوصية

يجب علي الزوجة ترك مساحة من الخصوصية لزوجها، ولا تلاحقه بالأسئلة بدون داعي، ولا تطلب منه أن لا يفعل أي شئ بدونها، وعلي الزوج أيضاً منح زوجته مساحتها الخاصة حتي لا يشعر الطرفان بالقيود.

الاهتمام المتبادل

إن الاهتمام أحد طرق التعبير عن الحب، ولكن خير الأمور الوسط بمعني أن يكون الاهتمام بدون مبالغة وبشكل يحبه الطرف الآخر ويسعده.

التجديد المستمر للحياة الزوجية

إن طبيعة الإنسان تحب التغيير الدائم فيجب علي الزوجة كسر روتين الحياه لتصنع جو من السعادة وذلك عن طريق التجديد في المنزل،

والتجديد في طلتها وملابسها وطريقتها، وعلي الزوج أيضا مفاجأة زوجته من حين لآخر بهدية رومانسية، أو شراء شئ يخص اهتماماتها وهوايتها، وأن يفكر الزوجين من وقت لآخر بقضاء العطلة بشكل مميز أو السفر لمكان جديد.

الصبر والتحمل والتسامح

يجب علي الزوجة أن تصبر علي زوجها وتسامحه في بعض أخطائه، وعلي الزوج أيضاً عذر زوجته إذا قصرت في شئ ما مع تنبيهها حتي تصلح هذا التقصير.

وضع حدود لتدخلات أهل الزوجين

تعتبر هذه النقطة هي سبب من أسباب السعادة الزوجية، حيث أن الكثير من حالات الطلاق تحدث بسبب أهل الزوج أو الزوجة، فيجب علي الزوجة أن تحفظ أسرار بيتها، ولا تلجأ لإدخال أهلها إلي في الضروريات، وعلي الزوج معرفة أن طاعة الأهل لها حدود بحيث لا تتعدي علي حقوق وخصوصية وكرامة زوجته.

الشعور بالأمان

إن الشعور بالأمان يجب أن ينبع من الطرفين، فيجب علي الزوج أولاً أن يحتوي زوجته ويكون سند لها، وأن لا يجعل الانفصال أو الزواج بأخري كلمات تهديد دائمة علي لسانه، فذلك يدمرها نفسيا ويفقدها الشعور بالسعادة والأمان، ويجب علي الزوجة أيضا الوقوف مع زوجها في السراء والضراء ليشعر أنها بجانبه دائما.

تحمل كل طرف لمسؤوليته

يجب علي الزوج تحمل المسؤولية وعدم التنصل منها، وأن يكفي احتياجات زوجته وأطفاله سواء كانت مادية أو معنوية، وعلي الزوجة تحمل مسؤوليات إدارة المنزل وتربية الأطفال والعديد من المهام الأخري، فتتحقق السعادة الزوجية عندما يقوم كل طرف بدوره بحب وبصدق.

الاهتمام بالنفس والتجمل للآخر

يجب علي الزوجة أن تهتم بجمالها ونظافتها وأن تكون في صورة جميلة دائما لزوجها، والزوج أيضاً يجب أن يهتم بمظهره أمام زوجته فذلك يحلب السعادة للطرفين.

لا داعي للحديث عن الماضي

يجب علي الزوجة تجنب الحديث أمام زوجها عن خطيب سابق مثلاً لمحاولة إثارة غيرته، ويجب علي الزوج أيضا عدم الحديث عن علاقات سابقة، وعدم الحديث عن مميزات نساء أخريات فذلك سوف يعكر صفو الحياه الزوجية.

البعد عن الشك

إذا دخل الشك بين الزوجين خرجت السعادة من الحياه الزوجية فوراً، فإن الشك مثل المرض الذي يأكل صاحبه، والسعادة الزوجية مصدرها الثقة المتبادلة وعدم فعل أمور تثير شكوك غيرة الآخر واجتناب الشبهات.

التواصل الدائم

يجب علي الزوجة أن تكون علي تواصل دائم مع زوجها، ولا تنشغل عنه بأمور أخري مثل مسؤوليات المنزل والأطفال، حتي لا يشعر بالإهمال والوحدة والانعزال، ويجب علي الزوج أيضاً عدم الانشغال عن زوجته بالعمل وتخصيص وقت للحديث معها، والاهتمام بأمورها وما يشغل بالها.

السعادة الزوجية والعلاقة الحميمة

تعتبر العلاقة الحميمة الزوجية هي مصدر من مصادر السعادة إذا كان كل طرف مهتم بإرضاء الآخر وإسعاده، وأي خلل بهذه العلاقة يؤثر علي الحياه الزوجية بالكامل ويسبب التوتر والعصبية لدي الطرفين،

فيجب علي الزوج والزوجة خلق جو دائم من الحب والرومانسية، وتجديد العلاقة الحميمة بينهم مما يجعل حياتهم الزوجية سعيدة، وأحياناً تحدث بعض المتغيرات التي قد تؤثر علي رغبة الزوج أو الزوجة مثل ضغوط الحياه، فيجب علي كل طرف تفهم الأمر ومحاولة خلق جو خال من الضغوط.

إتباع قيم الإسلام

إن دين الإسلام الحنيف يقدس العلاقة الزوجية، ويحدد حقوق الزوج وحقوق الزوجة، وعندما تقوم الحياه الزوجية علي أساس من الاحترام ومراعاة حقوق الطرف الآخر ومراعاة مشاعره وتتقي الزوجة الله في زوجها وأن يتقي زوجها الله فيها، فإنها بالطبع تكون حياة زوجية سعيدة.

سمر عادل

سمر عادل محررة في موقع أنوثة، أعشق القرأة والكتابة في جميع المجالات، وأحب تصفح الأنترنت والبقاء على الاتصال على السوشيال ميديا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *